dans se blogger en trouve tout les sujet alore soyez les bienvenue sure mon blogger rafikosp
lundi 16 avril 2018
samedi 14 avril 2018
mercredi 11 avril 2018
lundi 9 avril 2018
https://earnmoney.download/?id=246777
https://earnmoney.download/?id=246777https://earnmoney.download/?id=246777
dimanche 8 avril 2018
samedi 7 avril 2018
jeudi 5 avril 2018
الجهل عدو الإنسان الأول - توجيهات لمنع العدوى
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الأكارم... حديث اليوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ ))[رواه البخاري عن أبي هريرة]
قبل الخوض في شرح هذا الحديث الصحيح الذي اتفق عليه البخاري ومسلم لابدّ من مقدمة.
الدين الإسلامي من فضل الله علينا جاء متوافقاً مع الواقع ومتوافقاً مع العقل، هنا تعريف أوسع وأدق للعلم: علاقة ثابتة بين شيئين مقطوع بصحتها، لو اعتقدت أن هذا الشيء صواب بالمئة ثلاثون هذا وهم، إذا اعتقدت أنه صواب بالمئة خمسون هذا شك، إذا اعتقدت أنه صواب بالمئة سبعون هذا ظن، بالمئة ثمانون هذه غلبة الظن، بالمئة تسعون هذا يقين، بالمئة مئة قطع، حقيقة ثابتة بالمئة مئة، فإذا اعتقدت أن هذه العلاقة الثابتة بين شيئين مقطوع بصحتها يؤكدها الواقع عليها دليل هذا هو التعريف الموسع للعلم، لو أن الواقع ما أكدها فهو الجهل، لو أنك لا تملك الدليل فهو التقليد، لو أن هذه الحقيقة ليست قطعية الثبوت فهو الشك والوهم.
إذاً أنت إما بين الشك والظن والوهم - وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً- وإما أن تكون مقلداً، وإما أن تكون جاهلاً، الجهل مخالفة الواقع، التقليد حقيقة لكن بدون دليل، ليس في إمكانك أن تقبلها ولا أن تردها ولا أن تعلمها، إن لم تكن متأكداً فأنت بين الظن والشك والوهم.
إذاً هذا الموضوع خطير، الجهل أعدى أعداء الإنسان، الإنسان حينما يجهل حقيقة في دينه، أو في صحته، أو في عمله، أو في تجارته، أو في صناعته، أو في زراعته، قصة لا علاقة لكم بها ولكن مزارعاً اشترى سماداً لحقله، و إنتاج الحقل بمئات الألوف، أذاب هذا السماد بطريقة غير علمية ولم يراع النسب الدقيقة، كل هذا النبات احترق، أي مئات الألوف ضاعت عليه في يوم واحد، من أعداؤه؟ هو نفسه العدو، هو عدو نفسه. أخطر ما في الدين أن يستقر في أذهان المسلمين العقائد الفاسدة :
ما الفرق بين الجاهلية والإسلام؟ سؤال دقيق، الحقيقة الجاهلية إما من الجهل وإما من الجهالة، الجهل أن تعتقد بخرافات لا أصل لها، والجهالة أن تخرج عن طريق الحق فتأخذ ما ليس لك، الجهالة هي السفه والجهل ضد العلم، والجاهلية التي كانت قبل الإسلام جاهلية جهلاء، وسيدنا جعفر بن أبي طالب قال حينما خاطب النجاشي: "كنا أهلاً ذات جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونؤذي الجوار، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته، وصدقه، وعفافه، ونسبه، فدعانا إلى الله كي نعبده، ونوحده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الأصنام والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والكف عن المحارم والدماء".
يجب أن تعلموا أيها الأخوة أن الله عز وجل ما اتخذ ولياً جاهلاً لو اتخذه لعلمه، أي جزء كبير جداً من شخصية المؤمن العلم، العلم سلاحي كما قال عليه الصلاة والسلام، وما حضور الأخوة لهذه المجالس إلا من أجل طلب العلم، و من أجل أن يكون العلم سلاحاً لهم على الشيطان.
كلكم يعلم أن أحد العلماء أراد أن يعلم تلاميذه درساً تطبيقياً بين العلم والعبادة، فارتدى جبة ولفة خضراء وسار بأصحابه إلى باب أحد العباد وقال له: أنا الخضر، فما كان من هذا العابد إلا أن انكب على قدميه وصار يبكي ويتمسح به، وقال: أطمئنك أنه قد رفعت عنك الصلاة، فازداد حباً وبكاءً وسروراً، انتقل بطلابه إلى بيت عالم بهذا الزي وهو زي الخضر، وطرق باب هذا العالم وقال: أنا الخضر، فنظر إليه نظرة غير مرتاحة وقال: أبشرك بأن الصلاة قد رفعت عنك، فدخل إلى البيت وعاد بقضيب ليلحق بهذا الدعي الكذاب.
لو أن أحداً رأى النبي وقال له: الصلاة رفعت، الصلاة لا ترفع بأية رؤيا، الدين الإسلامي دين علم، دين قانون، دين حقيقة، دين عقل، دين فكر. تفسير كلمة لا عدوى :
الآن نبدأ بكلمة لا عدوى، الحقيقة الإنسان أحياناً لقلة علمه يتوهم أن هناك تناقضاً بين الأحاديث، النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (( لَا عَدْوَى .... ))[رواه البخاري عن أبي هريرة]ويقول في حديث آخر: (( إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا))[صحيح البخاري عن أسامة بن زيد]كيف نوفق بين هذا الحديث وهذا الحديث؟ أحد العلماء في بعض الأقطار العربية توجه إلى بلد أجنبي بحكم دراسته، والتقى بأشهر عالم من علماء الجراثيم و سأله، سأله أسئلة ملخصها أننا إذا كنا في بلد وقد جاءه مرض ماذا نفعل؟ فأجابه هذا العالم وهو لا يدري أن في الدين الإسلامي هذا الحديث فقال: يجب أن نمنع كل شخص من الدخول إلى هذه البلدة لئلا يصاب بالعدوى، أما لماذا نمنع من فيها من الخروج هذا الذي لا تفسير له، أجاب هذا العالم بأن هناك مريضاً و هناك إنساناً صحيحاً، الآن مرض الإيدز يقولون: هناك عشرة ملايين إنسان يحملون هذا المرض، أما المصابون بهذا المرض فثلاثة ملايين تقريباً، هناك عشرة ملايين يحملون هذا المرض وهو لا يشعرون، فمن كان في هذه البلدة أغلب الظن ممن ليس مريضاً يحمل هذا المرض، فإذا خرج منها أغلب الظن أنه سيعدي الآخرين، لذلك هذا التوجيه النبوي يتفق مع أحدث نظريات العدوى والجراثيم.
لذلك سيدنا عمر لما كان مع أصحابه في الجابية قرب الشام وعلم أن بالشام طاعوناً أبى أن يدخل، فقال بعض أصحابه: يا أمير المؤمنين أفراراً من قضاء الله؟ فقال رضي الله عنه: هل عندكم شيء قاله النبي في هذا الموضوع؟ فذكر أحد أصحاب رسول الله هذا الحديث، فقال عندئذ سيدنا عمر: إن دخلنا إلى الشام فبقضاء الله وإن لم ندخلها فبقضاء الله.
فأنت مأمور أن تحكم عقلك، وأن تطبق السنن التي سنها الله عز وجل للإنسان، لكن كيف نفسر هذا الحديث؟ أي إذا أصبت بالعدوى فلا تنسب هذه العدوى لغير الله، الإنسان لا يمرض إلا بمشيئة الله، لئلا تقع العداوات، لئلا تقع الاتهامات، لئلا تعزو الفعل لغير الله، لئلا تقع في الشرك، لئلا تمتنع عن معالجة مريض، لئلا تمتنع عن خدمة مريض، قال لك: لا عدوى، أي المرض لا يحدث إلا بأمر الله، وإذا حدث فهو بتقدير الله فعليك أن تأخذ الأسباب.
إذاً لا عدوى تعني أنه يجب على الإنسان ألا يضيف الفعل لغير الله، أي لا تكن مشركاً، لا تضف هذا الفعل فعل المرض لغير الله، اعتقد أن الله هو الذي يمرض، وأن الله هو الذي يشفي، أما أنت فعليك أن تأخذ بهذه التوجيهات النبوية: (( إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا))أهداف كلام النبي عليه الصلاة والسلام :
لذلك من حكمة النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "من عاد مريضاً فأكل عنده فذلك حظه من عيادته".
كلام النبي عليه الصلاة والسلام له أهداف عديدة، من أهدافه أن المريض قد يشتهي هذا الطعام الذي يقدم للزائر وهو ممنوع منه، هذا المريض مهموم بمرضه، وأهله معنيون بمرضه ليس عندهم وقت لتقديم الضيافة، والأدق من ذلك أن هذا الزائر قد يخشى العدوى فإذا قدمت له شراباً أو طعاماً يخشى أن تصيبه العدوى فلا توقعه في الحرج.
إذاً من أجل ألا تقع العدوى النبي عليه الصلاة والسلام وجه المؤمنين بعدم تناول شيء عند المريض، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال: (( وَلَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ))[رواه البخاري عن أبي هريرة]إذا إنسان يعلم أن معه مرضاً أو التهاب كبد أو مرضاً معدياً ليس له حق أن يتوسع في لقاءاته مع الناس، يتوسع في زياراتهم، يتوسع في إعطائهم أدواته فإن هذا يمرضهم.
ومن سمع به في أرض فلا يقدم عليه. على الإنسان ألا ينسب الفعل لغير الله عز وجل :
إذاً هذا معنى لا عدوى أي لا تنسب الفعل لغير الله، لكنك مطالب أن تأخذ بالأسباب، لأن الأخذ بالأسباب جزء من عبادة الله، أنت قبلت شرعه، وقبلت قوانينه الأرضية، وقبلت فعله التكويني، في شرعه أمرك بغض البصر، أمرك بدفع الصدقة، أمرك بترك الربا، هذا أمر تشريعي، وهناك أمر تكويني نزل بلاء، شحت السماء، حدث زلزال، حدث فيضان هذا أمر تكويني، أنت يجب أن تقبل أمره التشريعي لإيمانك به، وأن تقبل أمره التكويني، وأن تتأدب مع سننه، من لوازم الإيمان أن تتأدب مع السنن التي سنها الله عز وجل، للسقوط قانون، هذا البناء له قانون، فكل إنسان خالف القوانين - قوانين الأشياء - أي يكفي خمسة أكياس أسمنت للمتر المربع الواحد واترك الأمر لله هذا جهل، هذا مطلق الجهل، يجب أن تضع الكمية المناسبة والحديد المناسب وبعدئذ تتوكل على الله.
فكل إنسان لا يعبأ بالقوانين العامة في البناء والتجارة، في العدوى والمرض، في الصحة، في الوقاية، هو إنسان لا يعرف الله، المؤمن جزء من مرتبته الإيمانية أنه عالم، يعرف ماذا يأكل، وكيف يتكلم، ومع من يلتقي، وكيف يكسب المال، وكيف ينفقه، وكيف يعامل زوجته، وكيف يتعامل مع من حوله، إذاً حينما قال النبي: "لا عدوى" أي إياك إن مرضت لا قدر الله أن تنسى فعل الله عز وجل وتعزو مرضك إلى إنسان، لو لم تأكل عنده، أو لم تصافحه، أو لم تستعمل ملعقته وقلت: هو أذاني ونسيت الله عز وجل، لئلا تقع في الشرك، لئلا تقع في الزيغان قال: "لا عدوى"، ولكن عليك أن تأخذ بكل الأسباب: (( وَلَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ))و: (( فرّ من المجزوم فرارك من الأسد))و: (( إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا))
هذا توجيه النبي، أي اغسل يديك، اغسل الفاكهة: (( من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه ))[ أخرجه الطبراني عن سلمان ]التيار الكهربائي مئتان وعشرون في حالات كثيرة، إذا أصيبت به امرأة أو طفل يموت، إذاً يجب أن تأخذ بالأسباب، أما هذا التوكل الأبله الساذج، التواكل الجهل، الجهل أعدى أعداء الإنسان، أي كثير من الحالات امرأة لا تلبس برجليها شيئاً وأرض الحمام كلها ماء أصابها مسّ من تيار الغسالة فصعقت فماتت، هذه يجب أن تأخذ بالأسباب، أن تأخذ كل أسباب الحيطة، وهذا قول النبي عليه الصلاة والسلام: اعقل وتوكل، قال يا رسول الله أأعقلها أم أتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل.
أما التشاؤم فيقول عليه الصلاة والسلام: (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ))[رواه البخاري عن أبي هريرة]ما الطيرة؟ قال: الطيرة هي التشاؤم، وهي من عبث الشيطان بالجهلة والضعفاء من الناس، العرب في الجاهلية كانوا إذا طار عن يمينهم طير تفاءلوا، وإن طار هذا الطير عن شمالهم تشاءموا، طبعاً الآن عندنا أشياء أخرى، هناك تشاؤم من الشهور، من بعض الشهور، من بعض الأيام، من بعض الساعات، من بعض الأرقام، من بعض الأشخاص، دخل إلى المحل البيعة فسدت، يقول لك: هذا قدمه نحس، هذا جهل، لا علاقة إطلاقاً بين عدم إتمام هذه البيعة وبين دخول هذا الإنسان، فالنبي نهانا فقال: (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ))الإنسان أحياناً يتشاءم من امرأة، يقول لك: من يوم تزوجتها رزقي أصبح قليلاً، لا هذا خلط، أما إذا اخترتها فاسقة فالتشاؤم في المرأة إن لم تحسن اختيارها، إن تزوجتها فاسقة مقصرة لا تحب الله ورسوله، لا تصلي، طبعاً هذه الزوجة تصبح مبعث قلق لك ولأولادك.
تشاءم من هذا البيت، طبعاً إذا كان هناك شبهة من سكناه، يأتي من هنا التشاؤم، ولذلك من تطير فقد أشرك.
دخل رجل إلى محلك التجاري تشاءمت منه، واليوم الأربعاء هذا يوم شؤم، رقم ثلاثة عشر يخوف، برج الحمل صار فيه مرض هكذا قرأت في المجلة، من تطير فقد أشرك، الفعال هو الله، الناس تقول: القدر سخر مني، الزمان قلب لي ظهر المجن، الأيام رمتني بسهامها، هذا كلام ليس له معنى، أو يقول: ليس لي حظ أو حظي سيئ، هذه البنت حظها قليل، هذه يكون لها سبب، أو تقول: هذا من فعل الدهر، يقول الله عز وجل: يسبني الإنسان وما كان له أن يسبني، يسب الدهر وأنا الدهر أقلبه كيف أشاء، ليس هناك إلا الله، هناك الله وكلمتان لا غير: توفيق.. تيسير أو تعسير، والتيسير له أسباب والتعسير له أسباب. ﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾[سورة الليل]هناك إله بيده كل شيء، وهناك قوانين: قانون التيسير وقانون التعسير، فإذا آمنت بالله واستقمت على أمره وعملت الصالحات فهذه أسباب التيسير، وإذا لم تعرف ربك وتفلت من أمره وأسأت إلى الناس فهذه أسباب التعسير، لذلك قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (( يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَ آخِرَكُمْ وَ إِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ))[أخرجه مسلم والترمذي عن أبي ذر الغفاري]إذا كنت بطلاً كل شيء أصابك اسأل نفسك هذا السؤال المحرج: ما الذي فعلت حتى استحققت من الله هذا؟ دقق في أقوالك، وخواطرك، في أعمالك، في علاقاتك، في لقاءاتك، في ترجحاتك، في كلماتك القاسية، في تقصيرك بالحقوق، إذا دققت تجد أن لكل سيئة عقاباً، وأن لكل حسنة ثواباً. المؤمن يرى ما عنده ويتجاهل ما ليس عنده والمتشائم ينظر إلى الذي ليس معه :
إذاً: من تطير فقد أشرك، لكن عندما تتشاءم من يوم، أو من رقم، أو من بيت، أو من إنسان فقد وقعت في الشرك وأنت لا تدري، علاقتك بالله وحده وعليك أن تعبده وحده وعلى الله الباقي. ﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) ﴾[سورة الزمر]
أما النبي عليه الصلاة والسلام فما كان يتشاءم ولكن كان يتفاءل، كان يحب الفأل، دخلت على مريض وقال لك: إن مرضي صعب جداً، تقول له: إن شاء الله تشفى، أو: الشفاء بيد الله عز وجل، والله عز وجل يقول: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾[سورة الشعراء]رأيت إنساناً مهموماً من أجل ابنته قل له: لعل الله في القريب العاجل ييسر لها زوجاً صالحاً يكون قرة عين لها و لك، دائماً بشر، دائماً قرب، دائماً أعط الوجه الإيجابي، الآن كأس ماء نصفه فارغ لك أن تقول: نصفه ملآن، ولك أن تقول: نصفه فارغ، وكلا القولين صحيح، أما الإنسان المؤمن فيقول: نصفه ملآن، المؤمن دائماً يرى ما عنده ويتجاهل ما ليس عنده، المتشائم دائماً ينظر إلى الذي ليس معه، دائماً متألم. الكلمة الطيبة صدقة :
الطيرة ذكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((حْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ))[سنن أبي داود عن عقبة بن عامر]وقال: ((لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ))[صحيح البخاري عن أنس]دائماً عود نفسك على الكلمة الطيبة، أخي هكذا التحليل اصبر قد يكون هناك خطأ في التحليل، أعرف قريبة لي ذهبت لتصبح معلمة لا بدّ من فحص شعاعي لصدرها، فذهبت إلى المستشفى وصورت صدرها وجلست تنتظر النتيجة فإذا بالنتيجة أنها مصابة بمرض عضال معد، فما كان منها إلا أن غرقت بالبكاء، وذهبت إلى أهلها والدنيا مسودة في عينها، أيام عديدة إلى أن تبين أن هذا الفحص أعطي لها بالخطأ بعد أن تابت وصلت وتحجبت.
الخطأ يوظف لصالح الإنسان، إذا إنسان قال لك: انظر إلى التحليل فاصبر لعل في هذا التحليل خطأ، لعل في هذا الأمر خير لك لا تعلمه أنت، دائماً عود لسانك الكلمة الطيبة، هناك شخص يقول: أعرف شخصاً مات بهذا المرض.
إذاً: ((لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ))على المؤمن ألا يكون خرافياً يصدق السحرة والمشعوذين والدجالين :
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لم ينل الدرجات العلى ولا أقول لكم الجنة من تكهن أو استقسم أو رده من سفرٍ تطيرٌ))[ الطبراني في الأوسط ، والخطيب ، وابن عساكر عن أبي الدرداء]
أخ كريم لا بدّ من أن يجري عملية ضرورية جداً، قيل له: يجب ألا تجريها الآن لسبب خرافي غير صحيح، سألني فقلت له: هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً ولا تنظر إلى هذا الكلام، مادمت بحاجة إلى هذه العملية فأجرها وتوكل على الله، أجراها في الوقت المناسب ولم يحصل له شيء، أي لا يليق بالمؤمن أن يكون خرافياً، يصدق السحرة والمشعوذين والدجالين، والأشخاص الذين يتعاملون مع الجن، هذا كله كلام فارغ، أنت مؤمن، هناك إله، وتوفيق، وتعسير، هناك تيسير وهناك تعسير، والتيسير له أسباب؛ إيمان بالله واستقامة على أمره وعمل صالح، والتعسير له أسباب، والدليل: ﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾[سورة الليل]وانتهى الأمر، ترتاح من آلاف المشعوذين، من آلاف الدجالين، من آلاف المتسائلين، من القيل والقال، من التخويف، ترتاح من هؤلاء جميعاً، فإذا كان سفرك مشروعاً ومباحاً و له قصد نبيل والأمور صحيحة فسافر.
النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا سافر لحاجة يقول: "يا راشد يا نجيح"، أي أرجو أن أكون راشداً في هذا السفر وناجحاً.
الآن لو أتيت إلى إنسان تجد كاهناً أو ساحراً أو إنساناً يسمونه الناس شيخاً، يقول لك: هذا مخاو، يقول لك: لا تسافر ولا تعقل ولا تتزوج القلم لم يكتب، لا يوجد إذن، من أنت! فلذلك النبي الكريم يقول: ((مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))[أبو داود وأحمد والحاكم عن أبي هريرة]إن صدقته كفرت، وإن لم تصدقه لم تقبل لك صلاة أربعين يوماً ولو مزاحاً، أحياناً بالنزهات تأتي منجمة للتسلية وفقيرة يأتي الناس إليها، أنت مؤمن أعطها صدقة من دون شيء، أما تعالي نجمي فتحدث لك المشاكل، تقول لك: لا تحب زوجتك وزوجتك أمامك، وتقول الزوجة: هذا صحيح بالأمس ضربني، تربط الزوجة الأفعال بالقول.
عندنا شيء اسمه الاستقسام بالأزلام، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[سورة المائدة]﴿ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ﴾[سورة المائدة 3]أردت أن تسافر تأتي بثلاث أوراق: سافر، لا تسافر، أعد، هكذا كان العرب في الجاهلية يفعلون، وتجعلهم في كيس وتسحب سافر فيقطع في الطائرة، لا تسافر ليس هناك مجال ألغ الحجز، أعد تعال نعيد القرعة، هذا الاستقسام بالأزلام لا يجوز، بعض الناس على المسبحة، هذا شيء غير وارد إطلاقاً، هذا شيء خلاف الدين، وهذا ليس له قاعدة، وهذا كله كلام فارغ خلاف الدين، خلاف العقل، خلاف العلم، خلاف الحقيقة، أما الاستخارة فشيء ثان، تصلي ركعتين وتدعو دعاء الاستخارة وتنظر إذا يسر الله هذا الأمر فقد أراده لك، وإن لم ييسر فلم يريده لك.
الآن عندنا التمائم، نضع للسيارة شبة أو نعل فرس، عين الحاسد تبلى بالعمى، و تقصد من ذلك أنك لن تصاب بأي حادث، إذا أنت كنت تستأهل الحادث فلا بدّ من حادث، إذا أنت مستقيم لا تحتاج إلى نعل فرس، استقامتك تنجيك من كل خطر، وإذا لم يكن هناك استقامة لو وضعت الفرس كله يصير مشكلة، لذلك هنا كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الرقى والتمائم شرك))[أحمد وأبو داود وغيره عن ابن مسعود]وقال الشاعر: وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع
***فأجابه آخر: وإذا المنية أنشدت أظفارها ألفيـت كل تميـمة لا تنـفع
***تضع تميمة، أو سواراً، أو خرزة، أو نعل فرس، أو تضع عبارة: عين الحاسد تبلى بالعمى، هذا كله كلام فارغ، عليك أن تطيع الله عز وجل وكفى. تحضير الأرواح :
الهامة، النبي قال: (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ))[رواه البخاري عن أبي هريرة]الهامة طائر ليلي هو البوم، إذا سمعه الناس تشاءموا، وإذا وقع في بيت أيقن أهله أنه لا بدّ من أن يموت واحد منهم، والحديث معروف: ((ما من بيت إلا ويقف الملك فيه خمس مرات، فإذا رأى أن العبد أتى أجله، وانقطع رزقه ألقى عليه غمّ الموت فغشيته سكراته، فمن أهل البيت الضاربة وجهها، والصارخة بويلها، والممزقة ثوبها، فيقول: فيمَ الجزع والفزع؟ ما أذهبت لواحد منكم رزقاً، ولا قربت له أجلاً، وإن لي فيكم عودة ثم عودة حتى لا أبقي منكم أحداً، فو الذي نفس محمد بيده لو يرون مكانه ويسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على أنفسهم))[ ورد في الأثر]وروح الميت ترفرف فوق النعش وتقول: يا أهلي يا ولدي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي، جمعت المال مما حلّ وحرم فأنفقته في حله وفي غير حله فالهناء لكم والتبعة عليّ.
أما البومة وقعت في البيت فلا بدّ من ميت في هذا البيت، أو أن يخرب هذا البيت، هذا كلام لا معنى له أبداً، أيضاً نعق الغراب، قال: إذا نطق الغراب وقال خيراً فأين الخير في وجه الغراب؟
أصحاب رسول الله عليهم رضوان الله أرادوا أن ينظفوا ماء زمزم لأنهم رأوا فيه حيات صغيرة فقال النبي عليه الصلاة و السلام: اقتلوها أي الحية والعقرب تقتلان ولو في الصلاة، هي موحية أنها جن ولكن ليست بجن، الجن فوق الأرض، ربنا قال: شياطين الإنس والجن، لماذا قدم الإنس على الجن؟ لأن شياطين الإنس أشدّ مكراً من شياطين الجن يريدون دروساً منهم.
يقول عليه الصلاة والسلام: (( اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهُنَّ فَمَنْ خَافَ ثَأْرَهُنَّ فَلَيْسَ مِنِّي))[سنن أبي داود عن عثمان بن أبي العاص ]الذي يخاف من ثأر الحية ليس مني، والآن الريف كله قصص، الثعبان ثأر منه بعد عشر سنوات، هذا ليس ثعباناً بل جنياً، قتله ثأراً منه، أي وقع في الشرك وهو لا يدري.
الحديث الشريف: (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ ))[رواه البخاري عن أبي هريرة]صفر: إما داء يصيب البطن والجلد فيصبح لونه أصفر من شدة الجوع، بل من وجود حيات في البطن، معه دود داوه وأعطه دواء الدود، هذا مصفر مسحور، الجن دخلوا فيه، كل هذا كلام باطل.
إذاً الصفر داء يصيب البطن من شدة الجوع، أو من سوء التغذية، وكانوا يسمونه حية البطن، وصفر شهر يأتي بعد الأشهر الحرم، ربنا قال: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾[سورة التوبة 36]المتحاربان لا يكفان عن القتال، فالإنسان ربط مكانته وكرامته بهذه الحرب، فالمجتمع الإسلامي لو صار مشكلة يتوقف القتال في هذه الأشهر، دماء الوجوه كلها محفوظة، بعد الأشهر الحرم يأتي شهر صفر فالعادة تكثر فيه المشكلات والمنازعات فالناس تشاءموا من هذا الشهر تشاؤماً لا معنى له أصلاً.
الآن إضافة الإمام مسلم: "ولا نوء"، هذه نحن واقعون فيها، هناك أمطار والحمد لله، يقول: منخفض جوي متمركز فوق قبرص تجاه القطر، الله ليس له علاقة بالموضوع! إذا نسبت المطر إلى الأنواء والسحب والأجواء والحرارة والرطوبة والتبخر ونسيت الله عز وجل فقد أشركت وأنت لا تدري، أي الأنواء ظواهر الطبيعة، إذا ركزت على ظواهر الطبيعة وأغفلت فعل الله عز وجل أغفلت رحمته، أغفلت حكمته، يقول: الأوزون تخلخل إذاً بسبب ارتفاع نسب غاز الفحم في الجو لذلك خطوط المطر تغيرت، موضوع مادي بحت وكأن الله لا علاقة له بهذه الأنواء إطلاقاً، فالنبي ماذا قال؟ روى لنا حديثاً قدسياً: قال الله تعالى: (( أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي قَالَ إِسْحَاقُ كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ كَافِرٌ بِي فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ))[ متفق عليه عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ] من عزا الأحداث لغير الله فقد كفر :
المشكلة أن الأقوام السابقة فيها قوم عبدوا الشمس، وقوم عبدوا البقر، وقوم عبدوا المطر، وقالوا: إله المطر، وإله الريح، وإله الشمس، وإله الجمال، والمشكلة الخطيرة في هذا العصر أنهم عبدوا الطبيعة، كل هذه المظاهر كان الشرك متفرقاً فأصبح شركاً موحداً، فإذا عزوت الأمور إلى غير الله، لماذا صار زلزال؟ لأنه صار اهتزاز في الطبقة السفلى على ميزان ريختر خمس درجات وراح خمسة آلاف قتيل، قضية طبيعية جداً، الله ليس له علاقة.
آخر شيء في الحديث: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا غُولَ))[صحيح مسلم عن جابر]الغول حيوان أسطوري مخيف، يتوهمه الناس في الفلوات ويخوفون به أبناءهم، هناك أشخاص مثل الغول في الواقع، أما غول فلا يوجد، قال عليه الصلاة والسلام: ((إِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ الْغِيلَانُ فَنَادُوا بِالْأَذَانِ))[مسند أحمد عن أبي هريرة]فمثلاً ربنا عز وجل جعل قاعدة كلما تقرب الشيطان فقل: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *﴾[سورة الفلق]﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[سورة الأعراف]إذا وجدت في الطريق مشادة وأذنت حسب السنة الشيطان يهرب، لأنه بالأساس دخل، إذا دخل الشيطان تجد شيئاً مخيفاً، أما إذا أنت ذكرت الله عز وجل إما استعاذة أو أذاناً تجد الشيطان ولى، إذا الإنسان دخل البيت وقال: بسم الله، السلام عليكم، يكون في البيت قراءة قرآن وصلوات، والقصة تعرفونها كلكم إذا دخل الإنسان البيت ولم يسلم يقول الشيطان لإخوته: أدركتم المبيت، وإذا جلس إلى الطعام ولم يسم يقول: أدركتم العشاء أي الأكل، وإذا دخل ولم يسلم وجلس ولم يسم يقول الشيطان لإخوانه: أدركتم المبيت والعشاء. أيّ كلام ليس له تغطية من كلام الله أو من حديث رسول الله علينا الإعراض عنه :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الجهل أعدى أعداء الإنسان :
قبل الخوض في شرح هذا الحديث الصحيح الذي اتفق عليه البخاري ومسلم لابدّ من مقدمة.
أيها الأخوة الأكارم...
أعداء الإنسان كثر، يجب أن نعتقد أن أعدى أعداء الإنسان هو الجهل والخرافة، فأي شيء تعتقده خطأ له تأثير خطير في حياتك، لذلك قالوا في تعريف العلم: إدراك الشيء على ما هو عليه بدليل، وفي تعريف الجهل: إدراك الشيء في خلاف ما هو عليه.
لو ظنّ الإنسان أنه كلما ارتفع ضغطه كلما حسنت صحته هذا جهل، ارتفاع الضغط قد يؤدي إلى انفجار بعض شرايين المخ، وقد يصاب بالسكتة الدماغية، إما أن يصاب بشلل تام أو بموت فجائي، فإذا ظن الإنسان أن ارتفاع الضغط مفيد جداً هذا هو الجهل وهو أعدى أعدائه، المصاب بمرض السكر إذا ظن أنه كلما تناول النشويات والسكريات شفي من مرضه هذا هو الجهل، أعدى أعداء الإنسان أن يجهل.الدين الإسلامي من فضل الله علينا جاء متوافقاً مع الواقع ومتوافقاً مع العقل، هنا تعريف أوسع وأدق للعلم: علاقة ثابتة بين شيئين مقطوع بصحتها، لو اعتقدت أن هذا الشيء صواب بالمئة ثلاثون هذا وهم، إذا اعتقدت أنه صواب بالمئة خمسون هذا شك، إذا اعتقدت أنه صواب بالمئة سبعون هذا ظن، بالمئة ثمانون هذه غلبة الظن، بالمئة تسعون هذا يقين، بالمئة مئة قطع، حقيقة ثابتة بالمئة مئة، فإذا اعتقدت أن هذه العلاقة الثابتة بين شيئين مقطوع بصحتها يؤكدها الواقع عليها دليل هذا هو التعريف الموسع للعلم، لو أن الواقع ما أكدها فهو الجهل، لو أنك لا تملك الدليل فهو التقليد، لو أن هذه الحقيقة ليست قطعية الثبوت فهو الشك والوهم.
إذاً أنت إما بين الشك والظن والوهم - وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً- وإما أن تكون مقلداً، وإما أن تكون جاهلاً، الجهل مخالفة الواقع، التقليد حقيقة لكن بدون دليل، ليس في إمكانك أن تقبلها ولا أن تردها ولا أن تعلمها، إن لم تكن متأكداً فأنت بين الظن والشك والوهم.
إذاً هذا الموضوع خطير، الجهل أعدى أعداء الإنسان، الإنسان حينما يجهل حقيقة في دينه، أو في صحته، أو في عمله، أو في تجارته، أو في صناعته، أو في زراعته، قصة لا علاقة لكم بها ولكن مزارعاً اشترى سماداً لحقله، و إنتاج الحقل بمئات الألوف، أذاب هذا السماد بطريقة غير علمية ولم يراع النسب الدقيقة، كل هذا النبات احترق، أي مئات الألوف ضاعت عليه في يوم واحد، من أعداؤه؟ هو نفسه العدو، هو عدو نفسه. أخطر ما في الدين أن يستقر في أذهان المسلمين العقائد الفاسدة :
فيا أيها الأخوة الأكارم...
أخطر ما في الدين أن يعشعش في أذهان المسلمين أوهام، عقائد فاسدة، تخيلات، تصورات، خرافات، خزعبلات، تجاوزات، بدع، يجب أن نعود بالدين إلى ينابيعه، إلى أصله.
هذا الحديث الشريف الذي بين أيدينا وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام: (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ ))[رواه البخاري عن أبي هريرة]الحقيقة هذا الحديث شهير، نحن عندنا حديث متواتر تواتراً لفظياً، وهناك حديث متواتر تواتراً معنوياً، فإذا جاء الحديث بروايات عديدة كلها يؤكد بعضها بعضاً فهذا حديث مشهور متواتر تواتراً معنوياً، وبعده المشهور، وبعده الآحاد، فهذا الحديث جاء بروايات عديدة، في البخاري جاءت له إضافة: " وفرّ من المجزوم فرارك من الأسد "، وفي صحيح مسلم جاءت إضافة: "وَلَا نَوْءَ".
ولولا أن هذه العقائد، وهذه الأوهام، وهذه الخرافات لا تزال معشعشة في أذهان كثير من المسلمين اليوم لما كان هناك ضرورة لسوق هذا الحديث، ولكن كثيراً ما أسأل، كثيراً ما أطلع على أشخاص يعتقدون اعتقادات فاسدة، يتوهمون توهمات مضحكة، النبي عليه الصلاة والسلام جاء بالحق الصريح، فيجب أن نصحح عقائدنا من خلال ما أخبرنا به النبي عليه الصلاة والسلام.
الفرق بين الجاهلية والإسلام :
يجب أن تعلموا أيها الأخوة أن الله عز وجل ما اتخذ ولياً جاهلاً لو اتخذه لعلمه، أي جزء كبير جداً من شخصية المؤمن العلم، العلم سلاحي كما قال عليه الصلاة والسلام، وما حضور الأخوة لهذه المجالس إلا من أجل طلب العلم، و من أجل أن يكون العلم سلاحاً لهم على الشيطان.
كلكم يعلم أن أحد العلماء أراد أن يعلم تلاميذه درساً تطبيقياً بين العلم والعبادة، فارتدى جبة ولفة خضراء وسار بأصحابه إلى باب أحد العباد وقال له: أنا الخضر، فما كان من هذا العابد إلا أن انكب على قدميه وصار يبكي ويتمسح به، وقال: أطمئنك أنه قد رفعت عنك الصلاة، فازداد حباً وبكاءً وسروراً، انتقل بطلابه إلى بيت عالم بهذا الزي وهو زي الخضر، وطرق باب هذا العالم وقال: أنا الخضر، فنظر إليه نظرة غير مرتاحة وقال: أبشرك بأن الصلاة قد رفعت عنك، فدخل إلى البيت وعاد بقضيب ليلحق بهذا الدعي الكذاب.
لو أن أحداً رأى النبي وقال له: الصلاة رفعت، الصلاة لا ترفع بأية رؤيا، الدين الإسلامي دين علم، دين قانون، دين حقيقة، دين عقل، دين فكر. تفسير كلمة لا عدوى :
الآن نبدأ بكلمة لا عدوى، الحقيقة الإنسان أحياناً لقلة علمه يتوهم أن هناك تناقضاً بين الأحاديث، النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (( لَا عَدْوَى .... ))[رواه البخاري عن أبي هريرة]ويقول في حديث آخر: (( إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا))[صحيح البخاري عن أسامة بن زيد]كيف نوفق بين هذا الحديث وهذا الحديث؟ أحد العلماء في بعض الأقطار العربية توجه إلى بلد أجنبي بحكم دراسته، والتقى بأشهر عالم من علماء الجراثيم و سأله، سأله أسئلة ملخصها أننا إذا كنا في بلد وقد جاءه مرض ماذا نفعل؟ فأجابه هذا العالم وهو لا يدري أن في الدين الإسلامي هذا الحديث فقال: يجب أن نمنع كل شخص من الدخول إلى هذه البلدة لئلا يصاب بالعدوى، أما لماذا نمنع من فيها من الخروج هذا الذي لا تفسير له، أجاب هذا العالم بأن هناك مريضاً و هناك إنساناً صحيحاً، الآن مرض الإيدز يقولون: هناك عشرة ملايين إنسان يحملون هذا المرض، أما المصابون بهذا المرض فثلاثة ملايين تقريباً، هناك عشرة ملايين يحملون هذا المرض وهو لا يشعرون، فمن كان في هذه البلدة أغلب الظن ممن ليس مريضاً يحمل هذا المرض، فإذا خرج منها أغلب الظن أنه سيعدي الآخرين، لذلك هذا التوجيه النبوي يتفق مع أحدث نظريات العدوى والجراثيم.
لذلك سيدنا عمر لما كان مع أصحابه في الجابية قرب الشام وعلم أن بالشام طاعوناً أبى أن يدخل، فقال بعض أصحابه: يا أمير المؤمنين أفراراً من قضاء الله؟ فقال رضي الله عنه: هل عندكم شيء قاله النبي في هذا الموضوع؟ فذكر أحد أصحاب رسول الله هذا الحديث، فقال عندئذ سيدنا عمر: إن دخلنا إلى الشام فبقضاء الله وإن لم ندخلها فبقضاء الله.
فأنت مأمور أن تحكم عقلك، وأن تطبق السنن التي سنها الله عز وجل للإنسان، لكن كيف نفسر هذا الحديث؟ أي إذا أصبت بالعدوى فلا تنسب هذه العدوى لغير الله، الإنسان لا يمرض إلا بمشيئة الله، لئلا تقع العداوات، لئلا تقع الاتهامات، لئلا تعزو الفعل لغير الله، لئلا تقع في الشرك، لئلا تمتنع عن معالجة مريض، لئلا تمتنع عن خدمة مريض، قال لك: لا عدوى، أي المرض لا يحدث إلا بأمر الله، وإذا حدث فهو بتقدير الله فعليك أن تأخذ الأسباب.
إذاً لا عدوى تعني أنه يجب على الإنسان ألا يضيف الفعل لغير الله، أي لا تكن مشركاً، لا تضف هذا الفعل فعل المرض لغير الله، اعتقد أن الله هو الذي يمرض، وأن الله هو الذي يشفي، أما أنت فعليك أن تأخذ بهذه التوجيهات النبوية: (( إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا))أهداف كلام النبي عليه الصلاة والسلام :
لذلك من حكمة النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "من عاد مريضاً فأكل عنده فذلك حظه من عيادته".
كلام النبي عليه الصلاة والسلام له أهداف عديدة، من أهدافه أن المريض قد يشتهي هذا الطعام الذي يقدم للزائر وهو ممنوع منه، هذا المريض مهموم بمرضه، وأهله معنيون بمرضه ليس عندهم وقت لتقديم الضيافة، والأدق من ذلك أن هذا الزائر قد يخشى العدوى فإذا قدمت له شراباً أو طعاماً يخشى أن تصيبه العدوى فلا توقعه في الحرج.
إذاً من أجل ألا تقع العدوى النبي عليه الصلاة والسلام وجه المؤمنين بعدم تناول شيء عند المريض، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال: (( وَلَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ))[رواه البخاري عن أبي هريرة]إذا إنسان يعلم أن معه مرضاً أو التهاب كبد أو مرضاً معدياً ليس له حق أن يتوسع في لقاءاته مع الناس، يتوسع في زياراتهم، يتوسع في إعطائهم أدواته فإن هذا يمرضهم.
ومن سمع به في أرض فلا يقدم عليه. على الإنسان ألا ينسب الفعل لغير الله عز وجل :
إذاً هذا معنى لا عدوى أي لا تنسب الفعل لغير الله، لكنك مطالب أن تأخذ بالأسباب، لأن الأخذ بالأسباب جزء من عبادة الله، أنت قبلت شرعه، وقبلت قوانينه الأرضية، وقبلت فعله التكويني، في شرعه أمرك بغض البصر، أمرك بدفع الصدقة، أمرك بترك الربا، هذا أمر تشريعي، وهناك أمر تكويني نزل بلاء، شحت السماء، حدث زلزال، حدث فيضان هذا أمر تكويني، أنت يجب أن تقبل أمره التشريعي لإيمانك به، وأن تقبل أمره التكويني، وأن تتأدب مع سننه، من لوازم الإيمان أن تتأدب مع السنن التي سنها الله عز وجل، للسقوط قانون، هذا البناء له قانون، فكل إنسان خالف القوانين - قوانين الأشياء - أي يكفي خمسة أكياس أسمنت للمتر المربع الواحد واترك الأمر لله هذا جهل، هذا مطلق الجهل، يجب أن تضع الكمية المناسبة والحديد المناسب وبعدئذ تتوكل على الله.
فكل إنسان لا يعبأ بالقوانين العامة في البناء والتجارة، في العدوى والمرض، في الصحة، في الوقاية، هو إنسان لا يعرف الله، المؤمن جزء من مرتبته الإيمانية أنه عالم، يعرف ماذا يأكل، وكيف يتكلم، ومع من يلتقي، وكيف يكسب المال، وكيف ينفقه، وكيف يعامل زوجته، وكيف يتعامل مع من حوله، إذاً حينما قال النبي: "لا عدوى" أي إياك إن مرضت لا قدر الله أن تنسى فعل الله عز وجل وتعزو مرضك إلى إنسان، لو لم تأكل عنده، أو لم تصافحه، أو لم تستعمل ملعقته وقلت: هو أذاني ونسيت الله عز وجل، لئلا تقع في الشرك، لئلا تقع في الزيغان قال: "لا عدوى"، ولكن عليك أن تأخذ بكل الأسباب: (( وَلَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ))و: (( فرّ من المجزوم فرارك من الأسد))و: (( إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا))
هذا توجيه النبي، أي اغسل يديك، اغسل الفاكهة: (( من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه ))[ أخرجه الطبراني عن سلمان ]التيار الكهربائي مئتان وعشرون في حالات كثيرة، إذا أصيبت به امرأة أو طفل يموت، إذاً يجب أن تأخذ بالأسباب، أما هذا التوكل الأبله الساذج، التواكل الجهل، الجهل أعدى أعداء الإنسان، أي كثير من الحالات امرأة لا تلبس برجليها شيئاً وأرض الحمام كلها ماء أصابها مسّ من تيار الغسالة فصعقت فماتت، هذه يجب أن تأخذ بالأسباب، أن تأخذ كل أسباب الحيطة، وهذا قول النبي عليه الصلاة والسلام: اعقل وتوكل، قال يا رسول الله أأعقلها أم أتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل.
من السذاجة أن تعتقد أن العقل والتوكل باب يتناقض مع التوكل، التوكل عبادة القلب من الداخل، والأخذ بالأسباب عبادة الجوارح، المسلمون متى تخلفوا؟ حينما عكسوا الآية، تركوا الأخذ بالأسباب وتوكلوا بجوارحهم، التوكل بالقلب والجوارح تأخذ بها الأسباب، هذه واحدة.
تفسير الطيرة :
أما التشاؤم فيقول عليه الصلاة والسلام: (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ))[رواه البخاري عن أبي هريرة]ما الطيرة؟ قال: الطيرة هي التشاؤم، وهي من عبث الشيطان بالجهلة والضعفاء من الناس، العرب في الجاهلية كانوا إذا طار عن يمينهم طير تفاءلوا، وإن طار هذا الطير عن شمالهم تشاءموا، طبعاً الآن عندنا أشياء أخرى، هناك تشاؤم من الشهور، من بعض الشهور، من بعض الأيام، من بعض الساعات، من بعض الأرقام، من بعض الأشخاص، دخل إلى المحل البيعة فسدت، يقول لك: هذا قدمه نحس، هذا جهل، لا علاقة إطلاقاً بين عدم إتمام هذه البيعة وبين دخول هذا الإنسان، فالنبي نهانا فقال: (( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ))الإنسان أحياناً يتشاءم من امرأة، يقول لك: من يوم تزوجتها رزقي أصبح قليلاً، لا هذا خلط، أما إذا اخترتها فاسقة فالتشاؤم في المرأة إن لم تحسن اختيارها، إن تزوجتها فاسقة مقصرة لا تحب الله ورسوله، لا تصلي، طبعاً هذه الزوجة تصبح مبعث قلق لك ولأولادك.
تشاءم من هذا البيت، طبعاً إذا كان هناك شبهة من سكناه، يأتي من هنا التشاؤم، ولذلك من تطير فقد أشرك.
دخل رجل إلى محلك التجاري تشاءمت منه، واليوم الأربعاء هذا يوم شؤم، رقم ثلاثة عشر يخوف، برج الحمل صار فيه مرض هكذا قرأت في المجلة، من تطير فقد أشرك، الفعال هو الله، الناس تقول: القدر سخر مني، الزمان قلب لي ظهر المجن، الأيام رمتني بسهامها، هذا كلام ليس له معنى، أو يقول: ليس لي حظ أو حظي سيئ، هذه البنت حظها قليل، هذه يكون لها سبب، أو تقول: هذا من فعل الدهر، يقول الله عز وجل: يسبني الإنسان وما كان له أن يسبني، يسب الدهر وأنا الدهر أقلبه كيف أشاء، ليس هناك إلا الله، هناك الله وكلمتان لا غير: توفيق.. تيسير أو تعسير، والتيسير له أسباب والتعسير له أسباب. ﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾[سورة الليل]هناك إله بيده كل شيء، وهناك قوانين: قانون التيسير وقانون التعسير، فإذا آمنت بالله واستقمت على أمره وعملت الصالحات فهذه أسباب التيسير، وإذا لم تعرف ربك وتفلت من أمره وأسأت إلى الناس فهذه أسباب التعسير، لذلك قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (( يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَ آخِرَكُمْ وَ إِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ))[أخرجه مسلم والترمذي عن أبي ذر الغفاري]إذا كنت بطلاً كل شيء أصابك اسأل نفسك هذا السؤال المحرج: ما الذي فعلت حتى استحققت من الله هذا؟ دقق في أقوالك، وخواطرك، في أعمالك، في علاقاتك، في لقاءاتك، في ترجحاتك، في كلماتك القاسية، في تقصيرك بالحقوق، إذا دققت تجد أن لكل سيئة عقاباً، وأن لكل حسنة ثواباً. المؤمن يرى ما عنده ويتجاهل ما ليس عنده والمتشائم ينظر إلى الذي ليس معه :
إذاً: من تطير فقد أشرك، لكن عندما تتشاءم من يوم، أو من رقم، أو من بيت، أو من إنسان فقد وقعت في الشرك وأنت لا تدري، علاقتك بالله وحده وعليك أن تعبده وحده وعلى الله الباقي. ﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) ﴾[سورة الزمر]
أما النبي عليه الصلاة والسلام فما كان يتشاءم ولكن كان يتفاءل، كان يحب الفأل، دخلت على مريض وقال لك: إن مرضي صعب جداً، تقول له: إن شاء الله تشفى، أو: الشفاء بيد الله عز وجل، والله عز وجل يقول: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾[سورة الشعراء]رأيت إنساناً مهموماً من أجل ابنته قل له: لعل الله في القريب العاجل ييسر لها زوجاً صالحاً يكون قرة عين لها و لك، دائماً بشر، دائماً قرب، دائماً أعط الوجه الإيجابي، الآن كأس ماء نصفه فارغ لك أن تقول: نصفه ملآن، ولك أن تقول: نصفه فارغ، وكلا القولين صحيح، أما الإنسان المؤمن فيقول: نصفه ملآن، المؤمن دائماً يرى ما عنده ويتجاهل ما ليس عنده، المتشائم دائماً ينظر إلى الذي ليس معه، دائماً متألم. الكلمة الطيبة صدقة :
الطيرة ذكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((حْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ))[سنن أبي داود عن عقبة بن عامر]وقال: ((لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ))[صحيح البخاري عن أنس]دائماً عود نفسك على الكلمة الطيبة، أخي هكذا التحليل اصبر قد يكون هناك خطأ في التحليل، أعرف قريبة لي ذهبت لتصبح معلمة لا بدّ من فحص شعاعي لصدرها، فذهبت إلى المستشفى وصورت صدرها وجلست تنتظر النتيجة فإذا بالنتيجة أنها مصابة بمرض عضال معد، فما كان منها إلا أن غرقت بالبكاء، وذهبت إلى أهلها والدنيا مسودة في عينها، أيام عديدة إلى أن تبين أن هذا الفحص أعطي لها بالخطأ بعد أن تابت وصلت وتحجبت.
الخطأ يوظف لصالح الإنسان، إذا إنسان قال لك: انظر إلى التحليل فاصبر لعل في هذا التحليل خطأ، لعل في هذا الأمر خير لك لا تعلمه أنت، دائماً عود لسانك الكلمة الطيبة، هناك شخص يقول: أعرف شخصاً مات بهذا المرض.
إذاً: ((لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ))على المؤمن ألا يكون خرافياً يصدق السحرة والمشعوذين والدجالين :
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لم ينل الدرجات العلى ولا أقول لكم الجنة من تكهن أو استقسم أو رده من سفرٍ تطيرٌ))[ الطبراني في الأوسط ، والخطيب ، وابن عساكر عن أبي الدرداء]
أخ كريم لا بدّ من أن يجري عملية ضرورية جداً، قيل له: يجب ألا تجريها الآن لسبب خرافي غير صحيح، سألني فقلت له: هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً ولا تنظر إلى هذا الكلام، مادمت بحاجة إلى هذه العملية فأجرها وتوكل على الله، أجراها في الوقت المناسب ولم يحصل له شيء، أي لا يليق بالمؤمن أن يكون خرافياً، يصدق السحرة والمشعوذين والدجالين، والأشخاص الذين يتعاملون مع الجن، هذا كله كلام فارغ، أنت مؤمن، هناك إله، وتوفيق، وتعسير، هناك تيسير وهناك تعسير، والتيسير له أسباب؛ إيمان بالله واستقامة على أمره وعمل صالح، والتعسير له أسباب، والدليل: ﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾[سورة الليل]وانتهى الأمر، ترتاح من آلاف المشعوذين، من آلاف الدجالين، من آلاف المتسائلين، من القيل والقال، من التخويف، ترتاح من هؤلاء جميعاً، فإذا كان سفرك مشروعاً ومباحاً و له قصد نبيل والأمور صحيحة فسافر.
النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا سافر لحاجة يقول: "يا راشد يا نجيح"، أي أرجو أن أكون راشداً في هذا السفر وناجحاً.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: "من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: وما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك".
الاستقسام بالأزلام و التشاؤم :
عندنا شيء اسمه الاستقسام بالأزلام، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[سورة المائدة]﴿ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ﴾[سورة المائدة 3]أردت أن تسافر تأتي بثلاث أوراق: سافر، لا تسافر، أعد، هكذا كان العرب في الجاهلية يفعلون، وتجعلهم في كيس وتسحب سافر فيقطع في الطائرة، لا تسافر ليس هناك مجال ألغ الحجز، أعد تعال نعيد القرعة، هذا الاستقسام بالأزلام لا يجوز، بعض الناس على المسبحة، هذا شيء غير وارد إطلاقاً، هذا شيء خلاف الدين، وهذا ليس له قاعدة، وهذا كله كلام فارغ خلاف الدين، خلاف العقل، خلاف العلم، خلاف الحقيقة، أما الاستخارة فشيء ثان، تصلي ركعتين وتدعو دعاء الاستخارة وتنظر إذا يسر الله هذا الأمر فقد أراده لك، وإن لم ييسر فلم يريده لك.
الآن عندنا الشؤم من الزوجة والبيت، إذا منزل له مشكلة مثلاً اغتصاب أو عدوان أو له علاقات بحقوق الآخرين، أو امرأة اخترتها اختياراً سيئاً طبعاً التشاؤم منها هذا شيء طبيعي جداً.
التمائم :
الآن عندنا التمائم، نضع للسيارة شبة أو نعل فرس، عين الحاسد تبلى بالعمى، و تقصد من ذلك أنك لن تصاب بأي حادث، إذا أنت كنت تستأهل الحادث فلا بدّ من حادث، إذا أنت مستقيم لا تحتاج إلى نعل فرس، استقامتك تنجيك من كل خطر، وإذا لم يكن هناك استقامة لو وضعت الفرس كله يصير مشكلة، لذلك هنا كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الرقى والتمائم شرك))[أحمد وأبو داود وغيره عن ابن مسعود]وقال الشاعر: وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع
***فأجابه آخر: وإذا المنية أنشدت أظفارها ألفيـت كل تميـمة لا تنـفع
***تضع تميمة، أو سواراً، أو خرزة، أو نعل فرس، أو تضع عبارة: عين الحاسد تبلى بالعمى، هذا كله كلام فارغ، عليك أن تطيع الله عز وجل وكفى. تحضير الأرواح :
وعندنا تحضير الأرواح، كل إنسان له قرين، فالساحر لا يستحضر روح القريب بل يستحضر قرين هذا الميت، هذا القرين يعلم كل قصصه، والله فلان سنة كذا تزوج، سنة كذا سافر، هذا استحضار أرواح لقرناء الميت نفسه، الآية الكريمة: ﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾[سورة يس]التوفيق معكم، والتعسير معكم، التفاؤل منك، من استقامتك، والتشاؤم من انحرافك، أي خيرك منك وشرك منك، التشاؤم من انحراف الإنسان، من أكله مالاً حراماً، من الربا، من نظره إلى الحرام، من تجاوزه للحقوق، التشاؤم منك، والتفاؤل منك، والخير منك، والشر منك، والتوفيق منك، والتعسير منك، هذا معنى قوله تعالى: ﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾[سورة يس]منكم التشاؤم ومنكم التفاؤل. ﴿ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾
تعريف الهامة :
أما البومة وقعت في البيت فلا بدّ من ميت في هذا البيت، أو أن يخرب هذا البيت، هذا كلام لا معنى له أبداً، أيضاً نعق الغراب، قال: إذا نطق الغراب وقال خيراً فأين الخير في وجه الغراب؟
***أيضاً يتشاءم الناس من نعيق الغراب أو من منظر البومة.
يقول عليه الصلاة والسلام: (( اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهُنَّ فَمَنْ خَافَ ثَأْرَهُنَّ فَلَيْسَ مِنِّي))[سنن أبي داود عن عثمان بن أبي العاص ]الذي يخاف من ثأر الحية ليس مني، والآن الريف كله قصص، الثعبان ثأر منه بعد عشر سنوات، هذا ليس ثعباناً بل جنياً، قتله ثأراً منه، أي وقع في الشرك وهو لا يدري.
هناك خرافة جاهلية الآن غير موجودة أن الميت يطير من قبره طائر يطلب بثأره، الله عز وجل قال: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾[سورة الزمر]ببعض البلاد العربية يتشاءمون من الأعور، فإذا إنسان رأى أعوراً يظن نفسه أنه جاءته مصيبة، أيضاً هذه خرافة لا أصل لها.
تعريف الصفر :
إذاً الصفر داء يصيب البطن من شدة الجوع، أو من سوء التغذية، وكانوا يسمونه حية البطن، وصفر شهر يأتي بعد الأشهر الحرم، ربنا قال: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾[سورة التوبة 36]المتحاربان لا يكفان عن القتال، فالإنسان ربط مكانته وكرامته بهذه الحرب، فالمجتمع الإسلامي لو صار مشكلة يتوقف القتال في هذه الأشهر، دماء الوجوه كلها محفوظة، بعد الأشهر الحرم يأتي شهر صفر فالعادة تكثر فيه المشكلات والمنازعات فالناس تشاءموا من هذا الشهر تشاؤماً لا معنى له أصلاً.
بعض الدجالين وضعوا على لسان النبي حديثاً لا أصل له قال: "آخر أربعاء من كل شهر يوم نحس مستمر"، هذا حديث موضوع ليس له أصل.
تعريف النوء :
المشكلة أن الأقوام السابقة فيها قوم عبدوا الشمس، وقوم عبدوا البقر، وقوم عبدوا المطر، وقالوا: إله المطر، وإله الريح، وإله الشمس، وإله الجمال، والمشكلة الخطيرة في هذا العصر أنهم عبدوا الطبيعة، كل هذه المظاهر كان الشرك متفرقاً فأصبح شركاً موحداً، فإذا عزوت الأمور إلى غير الله، لماذا صار زلزال؟ لأنه صار اهتزاز في الطبقة السفلى على ميزان ريختر خمس درجات وراح خمسة آلاف قتيل، قضية طبيعية جداً، الله ليس له علاقة.
إذا عزوت هذه الأحداث الكبرى كالزلازل والبراكين وكل شيء مخيف لغير الله وربطته بالأرض وبالأشخاص وبالقوى ماذا قال الله عز وجل؟ قال: ﴿ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾[سورة فصلت 15]﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ﴾[سورة يونس 24]لم يقل: إن شاء الله، سيكون كذا بالحتم، هذا منتهى الشرك، الله عز وجل قال: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾[سورة الروم]
تعريف الغول :
أيضاً الخرافات التي يرويها الناس لأولادهم هذه كلها أشياء خلاف الأصل، لذلك هذا الدرس أردت منه كل الخرافات؛ السحر والكهانة وعلم الغيب، صبوا على العريس ماء يوم العرس ليكون وفاقاً بين العروسين، ووجد تحت الوسادة شعرة، وقصوا له من لحيته شعرة ووضعوها في مكان ثان، هذا كله كلام فارغ، أنت كمؤمن عندك كتاب الله هذه تعليمات الصانع، فأي كلام ليس له تغطية من كلام الله أو من حديث رسول الله يجب أن تعرض عنه، وأن تسخر منه، وأن تبتعد عنه، أما أن تأخذ الأشياء التي جاء بها المنحرفون فهي كلها من الدجل، والخرافة، والخزعبلات، ولا تنفع ولا تضر، والله وحده هو النافع والضار، هو الرافع والخافض، هو المغني والمفقر، هو القابض والباسط، هو المعز والمذل، هو كل شي وعليك أن تعبده كي تستحق مكافأته، وإياك أن تعصيه كي لا تستحق عقابه، قضية بسيطة جداً، الإنسان إذا كان جاهلاً يتعامل مع مليون جهة، إذا كان عالماً مع جهة واحدة، لا تنسى الحديث الشريف: (( اعمل لوجه واحد يكفِك الوجوه كلها ))[ أخرجه ابن عدي والديلمي عن أنس ]من جعل الهموم هماً واحداً كفاه الله الهموم كلها، من أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه، وشتت عليه شمله، ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر عليه، ومن أصبح أكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة.
والحمد لله رب العالمين
كيف تتحمل اذى الاخرين
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده..
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
و بعد :
كيف تتحمل اذى الاخرين ؟قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
ويعين العبد على هذا الصبر عدة أشياء:
1- أن يشهد أن الله -سبحانه وتعالى- خالق أفعال العباد؛
ويعين العبد على هذا الصبر عدة أشياء:
1- أن يشهد أن الله -سبحانه وتعالى- خالق أفعال العباد؛
فانظر إلى الذي سلَّطهم عليك،
ولا تنظر إلى فعلهم بك، تسترِح من الهمِّ والغمِّ.
2- أن يشهد ذنوبه، وأنَّ الله إنما سلطهم عليه بذنبه،
2- أن يشهد ذنوبه، وأنَّ الله إنما سلطهم عليه بذنبه،
وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه، ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار؛
فاعلم أنَّ مصيبته حقيقية،
وإذا تاب واستغفر وقال هذا بذنوبي؛ صارت في حقِّه نعمة.
3- أن يشهد العبد حُسن الثواب الذي وعده الله لمن عفا وصَبر،
3- أن يشهد العبد حُسن الثواب الذي وعده الله لمن عفا وصَبر،
كما قال تعالى:
{وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40].
4- أن يعلم أنَّه ما انتقم أحدٌ قطُّ لنفسه إلا أورثه ذلك ذلًا يجده في نفسه،
4- أن يعلم أنَّه ما انتقم أحدٌ قطُّ لنفسه إلا أورثه ذلك ذلًا يجده في نفسه،
فإذا عفا؛ أعزه الله –تعالى-.
وهذا مما أخبر به الصادق والمصدوق، حيث يقول:
وهذا مما أخبر به الصادق والمصدوق، حيث يقول:
(ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عِزًّا)،
فالعزُّ الحاصل له بالعفو أحبُّ إليه وأنفع من العزِّ الحاصل له بالانتقام،
فإنَّ هذا عِزٌّ في الظاهر، وهو يُورِث في الباطن ذلًّا،
والعفو ذلٌّ في الظاهر، وهو يُورِث العزَّ باطنًا وظاهرًا.
5- وهي من أعظم الفوائد:
5- وهي من أعظم الفوائد:
أن يشهد أنَّ الجزاء من جنس العمل،
وأنه نفسه ظالمٌ مذنب،
وأن من عفا عن الناس؛ عفا الله عنه، ومن غَفَر لهم؛ غفر الله له.
6- أن يعلم أنه إذا اشتغلتْ نفسه بالانتقام
6- أن يعلم أنه إذا اشتغلتْ نفسه بالانتقام
وطلب المقابلة؛ ضاع عليه زمانه، وتفرَّق عليه قلبُه، وفاته من مصالحه ما لا يمكن استدراكه،
ولعلَّ هذا أعظم عليه من المصيبة التي نالته من جهتهم،
فإذا عفا وصفح؛
فرغَ قلبُه وجسمهُ لمصالحه التي هي أهمُّ عنده من الانتقام.
7- أنه إن أوذي على ما فعله لله،
7- أنه إن أوذي على ما فعله لله،
أو على ما أُمِر به من طاعته، ونهي عنه من معصيته؛ وجب عليه الصبر،
ولم يكن له الانتقام،
فإنَّه قد أُوذِي في الله، فأجره على الله،
فإنه من كان في الله تَلَفُهُ؛ كان على الله خَلَفُه.
8- أن يشهد معيَّة الله ومحبته له إذا صبر.
ومن كان الله معه؛ دفع عنه أنواع الأذى والمضرات ما لا يدفعه عنه أحد من خلقه،
8- أن يشهد معيَّة الله ومحبته له إذا صبر.
ومن كان الله معه؛ دفع عنه أنواع الأذى والمضرات ما لا يدفعه عنه أحد من خلقه،
قال تعالى:
{وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]،
وقال تعالى:
{وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].
9- أن يعلم أنَّه إن صبر؛فالله ناصره
9- أن يعلم أنَّه إن صبر؛فالله ناصره
ولا بد؛ فالله وكيل من صبر، وأحال ظالمه على الله،
ومن انتصر لنفسه؛ وكَلَه الله إلى نفسه،
فكان هو الناصر لها،
فأين من ناصِرُه الله خير الناصرين إلى من ناصِرُه نفسه أعجز الناصرين وأضعفه؟
10- أنَّ من اعتاد الانتقام ولم يصبر؛لا بد أن يقع في الظلم،
10- أنَّ من اعتاد الانتقام ولم يصبر؛لا بد أن يقع في الظلم،
فإن النفس لا تقتصر على قدر العدل الواجب لها، لا علما ولا إرادة،
وربما عجزت عن الاقتصار على قدر الحق؛
فإن الغضب يخرُجُ بصاحبه إلى حدٍّ لا يعقل ما يقول ويفعل،
فبينما هو مظلوم ينتظر النَّصرَ والعزَّ، إذ انقلب ظالمًا ينتظر المقت والعقوبة.
11- أن هذه المظلمة التي ظُلِمها هي سببٌ لتكفير سيئته،
11- أن هذه المظلمة التي ظُلِمها هي سببٌ لتكفير سيئته،
أو رفع درجته،
فإذا انتقم ولم يصبر لم تكن مكفِّرة لسيئته ولا رافعة لدرجته.
12- أنه إذا عفا عن خصمه؛ استشعرت نفس خصمِه أنه فوقه،
12- أنه إذا عفا عن خصمه؛ استشعرت نفس خصمِه أنه فوقه،
وأنه قد ربح عليه،
فلا يزال يرى نفسه دونه، وكفى بهذا فضلًا وشرفًا للعفو.
الوصية الصغرى لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله
الوصية الصغرى لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله
كلمة جامعة موجهة للمرأة المسلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة جامعة موجهة للمرأة المسلمة
[#المنتقى من فتاوى الشيخ #الفوزان]#نص_السؤال:
-هل من كلمة جامعة توجهها للمرأة المسلمة والتي أصبح شغلها الشاغل الركض وراء الأسواق والتقصير في حقوق كثيرة في سبيل المحافظة على ذلك؟
#نص_الجواب:
الكلمة التي أوجهها نحو المرأة المسلمة: أن تتقي الله في نفسها وفي زوجها وأولادها، فتقوم بأعمال بيتها وتربية أولادها وحقوق زوجها، وأن تتعلم أمور دينها، وأن تحافظ على أداء فرائض الله، وتكثر من النوافل والتصدق بما تستطيع، وأن لا تخرج من بيتها إلا لحاجة، مع التستر الكامل، وترك الطيب والزينة عند الخروج، وأن لا تركب وحدها مع سائق غير محرم، وأن لا تزاحم الرجال وتختلط بهم، وأن لا تدخل على الطبيب وحدها بدون أن يكون معها محرم، وأن لا تسافر بدون محرم، وأن تعالج عند طبيبات من النساء ولا تعالج عند الأطباء الرجال؛ إلا بشرطين: الأول: أن لا تجد طبيبة امرأة، الثاني: أن تكون مضطرة للعلاج، وأن تبتعد عن التشبه بالرجال وعن التشبه بالكافرات في شعرها ولباسها وزيها، وأن تبادر إلى الزواج إذا لم تكن قد تزوجت ولا تبقى بدون زوج، وأن تتنازل عن كثير من مطامعها إذا وجدت الزوج الصالح، ولذلك على المرأة المسلمة أن لا تلتفت إلى الدعايات المغرضة التي تريد أن تسلب المرأة كرامتها وعفتها، فتدعوها إلى الخروج على الآداب الشرعية والتمرد على ولي أمرها الذي ينظر في مصلحتها، وعليها بالبر بوالديها وصلة أرحامها وإكرام جيرانها وكف الأذى عنهم، والله الموفق، وصلى الله على نبينا محمد وآل وصحبه. ____
من فتاوى الشيخ الفوزان...
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
كلمة جامعة موجهة للمرأة المسلمة
[#المنتقى من فتاوى الشيخ #الفوزان]#نص_السؤال:
-هل من كلمة جامعة توجهها للمرأة المسلمة والتي أصبح شغلها الشاغل الركض وراء الأسواق والتقصير في حقوق كثيرة في سبيل المحافظة على ذلك؟
#نص_الجواب:
الكلمة التي أوجهها نحو المرأة المسلمة: أن تتقي الله في نفسها وفي زوجها وأولادها، فتقوم بأعمال بيتها وتربية أولادها وحقوق زوجها، وأن تتعلم أمور دينها، وأن تحافظ على أداء فرائض الله، وتكثر من النوافل والتصدق بما تستطيع، وأن لا تخرج من بيتها إلا لحاجة، مع التستر الكامل، وترك الطيب والزينة عند الخروج، وأن لا تركب وحدها مع سائق غير محرم، وأن لا تزاحم الرجال وتختلط بهم، وأن لا تدخل على الطبيب وحدها بدون أن يكون معها محرم، وأن لا تسافر بدون محرم، وأن تعالج عند طبيبات من النساء ولا تعالج عند الأطباء الرجال؛ إلا بشرطين: الأول: أن لا تجد طبيبة امرأة، الثاني: أن تكون مضطرة للعلاج، وأن تبتعد عن التشبه بالرجال وعن التشبه بالكافرات في شعرها ولباسها وزيها، وأن تبادر إلى الزواج إذا لم تكن قد تزوجت ولا تبقى بدون زوج، وأن تتنازل عن كثير من مطامعها إذا وجدت الزوج الصالح، ولذلك على المرأة المسلمة أن لا تلتفت إلى الدعايات المغرضة التي تريد أن تسلب المرأة كرامتها وعفتها، فتدعوها إلى الخروج على الآداب الشرعية والتمرد على ولي أمرها الذي ينظر في مصلحتها، وعليها بالبر بوالديها وصلة أرحامها وإكرام جيرانها وكف الأذى عنهم، والله الموفق، وصلى الله على نبينا محمد وآل وصحبه. ____
من فتاوى الشيخ الفوزان...
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
dimanche 1 avril 2018
الأخلاق أهميتها وفوائدها
الأخلاق أهميتها وفوائدها
الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على هديه إلى يوم الدين.
وبعد:
فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بُعثت لأتممَ مكارم الأخلاق))[1].
فكأن مكارمَ الأخلاق بناء شيَّده الأنبياء، وبُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ليتم هذا البناء، فيكتمل صرح مكارم الأخلاق ببِعثته - صلى الله عليه وسلم - ولأن الدِّينَ بغير خُلق كمحكمة بغير قاضٍ، كذلك فإن الأخلاقَ بغير دِين عبث، والمتأمل في حال الأمَّة اليوم يجد أن أَزْمَتَها أزمةٌ أخلاقية؛ لذلك نتناول في هذه السلسلة بعضَ المفاهيم الأخلاقية، وبعضَ محاسن الأخلاق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، ومساوئ الأخلاق التي يجبُ على المسلم أن يتخلَّى عنها.
مفهوم الأخلاق لغة واصطلاحًا:
الخلق لغة: هو السَّجيَّة والطَّبع والدِّين، وهو صورة الإنسان الباطنية، أما صورة الإنسان الظاهرة فهي الخُلق؛ لذلك كان من دعاء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((... واهدِني لأحسنِ الأخلاق، لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرِفْ عني سيِّئَها، لا يصرِفُ عني سيِّئها إلا أنت))؛ [رواه مسلم].
ويوصَفُ المرءُ بأنه حسَنُ الظاهر والباطن إذا كان حسَنَ الخَلْق والخُلُق.
والخُلق اصطلاحًا:
عبارة عن هيئة في النفس راسخةٍ تصدُرُ عنها الأفعالُ بسهولةٍ ويُسرٍ، من غير حاجة إلى فكرٍ ولا رويَّة، وهذه الهيئة إما أن تصدُرَ عنها أفعالٌ محمودة، وإما أن تصدُرَ عنها أفعالٌ مذمومةٌ، فإن كانت الأولى، كان الخُلُق حسَنًا، وإن كانت الثانية، كان الخُلُق سيِّئًا.
هناك فَرْقٌ بين الخُلُق والتخلُّق؛ إذ التخلُّق هو التكلُّف والتصنُّع، وهو لا يدوم طويلاً، بل يرجع إلى الأصل، والسلوك المتكلَّف لا يسمَّى خُلقًا حتى يصير عادةً وحالةً للنفس راسخةً، يصدُرُ عن صاحبِه في يُسر وسهولة؛ فالذي يصدُقُ مرة لا يوصَفُ بأن خُلقَه الصدقُ، ومن يكذِبُ مرَّةً لا يقال: إن خُلقَه الكذب، بل العبرةُ بالاستمرار في الفعل، حتى يصيرَ طابعًا عامًّا في سلوكه.
أهمية الأخلاق:
أهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام:
يمكن تبيُّن أهمية الأخلاق في الإسلام من عدة أمور، منها[2]:
أولاً: جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الغاية من بِعثته الدعوة للأخلاق.
فقد صحَّ عنه - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بُعِثْتُ لأتممَ مكارم الأخلاق)).
لقد بين رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الأسلوب أهمية الخُلق، بالرغم من أنه ليس أهمَّ شيء بُعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من أجله؛ فالعقيدة أهم منه، والعبادة أهم منه، ولكن هذا أسلوب نبوي لبيان أهمية الشيء، وإن كان غيرُه أهمَّ منه، فإن قال قائل: ما وجه أهمية الخُلق حتى يقدَّم على العقيدة والعبادة؟
فالجواب: إن الخُلق هو أبرز ما يراه الناسُ، ويُدركونه من سائر أعمال الإسلام؛ فالناس لا يرون عقيدةَ الشخص؛ لأن محلَّها القلبُ، كما لا يرون كلَّ عباداته، لكنهم يرَوْن أخلاقه، ويتعاملون معه من خلالها؛ لذا فإنهم سيُقيِّمون دِينَه بِناءً على تعامله، فيحكُمون على صحتِه من عدمه عن طريق خُلقه وسلوكه، لا عن طريق دعواه وقوله، وقد حدَّثَنا التاريخ أن الشرق الأقصى ممثَّلاً اليوم في إندونسيا والملايو والفلبين وماليزيا، لم يعتنقْ أهلُها الإسلام بفصاحة الدعاة، ولا بسيف الغزاة، بل بأخلاقِ التجَّار وسلوكِهم، من أهل حضرموت وعمان؛ وذلك لما تعاملوا معهم بالصدق والأمانة والعدل والسماحة.
وإن مما يؤسَفُ له اليوم أن الوسيلةَ التي جذبت كثيرًا من الناس إلى الإسلام هي نفسها التي غدَت تصرِفُ الناس عنه؛ وذلك لما فسَدت الأخلاق والسلوك، فرأى الناس تباينًا - بل تناقضًا - بين الادِّعاء والواقع!
ثانيًا: تعظيم الإسلام لحُسن الخُلق:
لم يعُدِ الإسلام الخلق سلوكًا مجرَّدًا، بل عده عبادةً يؤجر عليها الإنسان، ومجالاً للتنافس بين العباد؛ فقد جعله النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أساسَ الخيريَّة والتفاضل يوم القيامة، فقال: ((إن أحبَّكم إليَّ، وأقربَكم مني في الآخرة مجلسًا، أحاسنُكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني في الآخرة أسوَؤُكم أخلاقًا، الثَّرثارون المُتفَيْهِقون المُتشدِّقون)).
وكذلك جعَل أجر حُسن الخُلق ثقيلاً في الميزان، بل لا شيء أثقلُ منه، فقال: ((ما من شيءِ أثقلَ في ميزان المؤمن يوم القيامة مِن حُسن الخُلق)).
وجعَل كذلك أجرَ حُسن الخُلق كأجرِ العبادات الأساسية، مِن صيام وقيام، فقال: ((إن المؤمنَ لَيُدركُ بحُسن الخُلق درجةَ الصائمِ القائم))، بل بلَغ من تعظيم الشارع لحُسن الخُلق أنْ جعَله وسيلة من وسائل دخول الحنة؛ فقد سُئل - صلى الله عليه وسلم - عن أكثرِ ما يُدخِل الناسَ الجنَّةَ؟ فقال: ((تقوى اللهِ وحُسن الخُلق))، وفي حديث آخرَ ضمِن لصاحب الخُلق دخولَ الجنة، بل أعلى درجاتها، فقال: ((أنا زعيمٌ ببيت في ربَضِ - أطراف - الجنَّةِ لِمَن ترَك المِراءَ وإن كان محقًّا، وببيتٍ في وسَط الجنة لِمَن ترَك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنَّة لمن حسُن خلُقه)).
ثالثًا: أنها أساس بقاء الأمم:
فالأخلاق هي المؤشِّر على استمرار أمَّة ما أو انهيارها؛ فالأمة التي تنهار أخلاقُها يوشك أن ينهارَ كيانُها، كما قال شوقي:
وإذا أُصيب القومُ في أخلاقِهم
![]()
فأقِمْ عليهم مأتَمًا وعويلا
![]() |
ويدلُّ على هذه القضية قولُه - تعالى -: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16].
رابعًا: أنها من أسبابِ المودة، وإنهاء العداوة:
يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].
والواقع يشهد بذلك، فكم من عداوةٍ انتهت لحُسن الخُلق؛ كعداوة عمرَ وعكرمة، بل عداوة قريش له - صلى الله عليه وسلم.
ومن هنا قال: "إنكم لن تسَعُوا الناسَ بأموالكم، ولكن تسعونهم بأخلاقكم"، يقول أبو حاتم - رحمه الله -: "الواجب على العاقل أن يتحبَّب إلى الناس بلزوم حُسن الخُلق، وتَرْكِ سوء الخُلق؛ لأن الخُلق الحسَن يُذيب الخطايا كما تذيب الشمسُ الجليد، وإن الخُلق السيِّئ لَيُفسد العمل، كما يفسد الخلُّ العسلَ".
خامسًا: إن الخُلق أفضلُ الجمالينِ:
الجمال جمالان؛ جمال حسي، يتمثل في الشَّكل والهيئة والزينة والمركَب والجاه والمنصب، وجمال معنوي، يتمثل في النفس والسلوك والذكاء والفطنة والعلم والأدب، كما قال القائل:
ليس الجمالُ بأثواب تُزيِّنُنا
![]()
إن الجمالَ جمالُ العلم والأدبِ
![]() |
وقال الشاعر:
ليس الجمالُ بمئزرٍ
![]()
فاعلم وإن رُدِّيت بردا
![]()
إن الجمالَ مناقب
![]()
ومعادن أورثن حمدا
![]() |
وقد ذكر اللهُ أن للإنسان عورتينِ؛ عورة الجسم، وعورة النفس، ولكل منهما ستر؛ فستر الأولى بالملابس، وستر الثانية بالخُلق، وقد أمر الله بالسترين، ونبَّه أن الستر المعنوي أهمُّ من الستر الحسي فقال: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26]؛ فطهارةُ الباطن أعظمُ من طهارة الظاهر.
ما يُعين على اكتساب الأخلاق[3]:
هناك أسباب ووسائل، يستطيع الإنسان من خلالها أن يكتسب حُسن الخُلق، ومن ذلك ما يلي:
1- سلامة العقيدة: فالسلوك ثمرة لِما يحمله الإنسانُ من فكر ومعتقد، وما يَدين به من دِين، والانحراف في السلوك ناتجٌ عن خَلَل في المعتقد؛ فالعقيدة هي الإيمان، وأكمل المؤمنين إيمانًا أحسنُهم أخلاقا؛ فإذا صحت العقيدة، حسُنَتِ الأخلاقُ تبعًا لذلك؛ فالعقيدة الصحيحة تحمل صاحبَها على مكارم الأخلاق، كما أنها تردَعُه عن مساوئِ الأخلاق.
2- الدعاء: فيلجأ إلى ربه، ليرزقه حُسن الخُلق، ويصرف عنه سيِّئه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دعاء الاستفتاح: ((... اهدِني لأحسنِ الأخلاق، لا يهدي لأحسنِها إلَّا أنتَ، واصرف عنِّي سيِّئَها، لا يصرفُ عنِّي سيِّئَها إلَّا أنتَ...))؛ رواه مسلم، وكان يقول: ((اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن منكَراتِ الأخلاق والأعمالِ والأهواءِ))؛ رواه الترمذي.
3- المجاهدة: فالخُلق الحسَن نوع من الهداية، يحصل عليه المرء بالمجاهدة؛ قال - عز وجل -: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].
والمجاهدة لا تعني أن يجاهد المرءُ نفسَه مرة، أو مرتين، أو أكثر، بل تعني أن يجاهد نفسَه حتى يموت؛ ذلك أن المجاهدة عبادة، والله يقول: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].
4- المحاسَبة: وذلك بنقدِ النفس إذا ارتكبت أخلاقًا ذميمة، وحملها على ألا تعود إليها مرة أخرى، مع أخذِها بمبدأ الثواب، فإذا أحسَنَت أراحها، وأرسَلها على سجيتِها بعض الوقت في المباح، وإذا أساءت وقصَّرت، أخَذها بالحزمِ والجد، وحرَمها مِن بعض ما تريد.
5- التفكر في الآثار المترتبة على حُسن الخُلق: فإن معرفة ثمرات الأشياء، واستحضار حُسن عواقبها، من أكبر الدواعي إلى فعلها، وتمثُّلها، والسعي إليها، والمرء إذا رغِب في مكارم الأخلاق، وأدرك أنها من أولى ما اكتسبته النفوس، وأجلُّ غنيمة غنِمها الموفَّقون، سهُل عليه نيلُها واكتسابها.
6- النظر في عواقب سوء الخُلق: وذلك بتأمُّل ما يجلبه سوءُ الخُلق من الأسف الدائم، والهم الملازم، والحسرة والندامة، والبغضة في قلوب الخلق؛ فذلك يدعو المرءَ إلى أن يقصر عن مساوئ الأخلاق، وينبعث إلى محاسنها.
7- الحذر من اليأس من إصلاح النفس: فهناك مَن إذا ابتلي بمساوئ الأخلاق، وحاول التخلُّص من عيوبه فلم يُفلح - أيِس من إصلاح نفسه، وترَك المحاولة، وهذا الأمر لا يحسُن بالمسلم، ولا يليق به، بل ينبغي له أن يقوِّيَ إرادته، وأن يسعى لتكميل نفسه، وأن يجدَّ في تلافي عيوبه؛ فكم من الناس مَن تبدَّلت حاله، وسمَتْ نفسُه، وقلت عيوبه بسبب مجاهدته، وسعيه، وجدِّه، ومغالبته لطبعه.
8- علو الهمة: فعلو الهمة يستلزم الجد، ونشدان المعالي، والترفُّع عن الدنايا ومحقرات الأمور، والهمة العالية لا تزال بصاحبها تزجُره عن مواقف الذل، واكتساب الرذائل، وحرمان الفضائل، حتى ترفَعَه من أدنى دركات الحضيض إلى أعلى مقامات المجد والسُّؤدَد؛ قال ابن القيم - رحمه الله -: "فمن علَتْ همتُه، وخشعت نفسه، اتصف بكل خُلق جميل، ومن دنت همتُه، وطغت نفسُه، اتصف بكل خُلق رذيل".
وقال - رحمه الله -:
"فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها، وأفضلها، وأحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات، وتقعُ عليها كما يقع الذبابُ على الأقذار؛ فالنفوس العليَّة لا ترضى بالظُّلم، ولا بالفواحش، ولا بالسرقة ولا بالخيانة؛ لأنها أكبرُ من ذلك وأجلُّ، والنفوس المَهِينة الحقيرة الخسيسة بالضد من ذلك".
فإذا توفر المرءُ على اقتناء الفضائل، وألزم نفسه على التخلق بالمحاسن، ولم يرضَ من منقبة إلا بأعلاها، لم يقفْ عند فضيلة إلا وطلب الزيادة عليها.
9- الصبر: فالصبر من الأسس الأخلاقية التي يقوم عليها الخُلق الحسن، فالصبر يحمل على الاحتمال، وكَظْم الغيظ، وكف الأذى، والحِلْم، والأناة، والرفق، وترك الطيش والعجلة. وَقَلَّ مَنْ جَدَّ فِي شَيْءٍ تَطَلَّبَهُ = وَاسْتَشْعَرَ الصَّبْرَ إلَّا فَازَ بِالظَّفَرِ.
10- العفة: فهي تحمل على اجتناب الرذائل من القول والفعل، وتحمل على الحياء؛ وهو رأسُ كلِّ خير، وتمنع من الفحشاء.
11- الشجاعة: فهي تحمل على عزة النفس، وإباء الضيم، وإيثار معالي الأخلاق والشِّيم، وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس، وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته، وهي تحمل صاحبَها على كظم الغيظ، والحِلْم.
12- العدل: فهو يحمل على اعتدال الأخلاق، وتوسطها بين طرفي الإفراط والتفريط.
13- تكلُّف البِشْرِ والطَّلاقة، وتجنُّب العبوس والتقطيب: قال ابن حبان - رحمه الله -: "البشاشة إدامُ العلماء، وسجيَّة الحكماء؛ لأن البِشْرَ يُطفئ نار المعاندة، ويحرق هيجانَ المباغضة، وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي"، "وقيل للعتابي: إنك تلقى الناسَ كلَّهم بالبِشْر، قال: دفعُ ضغينة بأيسرِ مؤونة، واكتساب إخوانٍ بأيسرِ مبذول".
وما اكتسب المحامدَ حامدوها
![]()
بمثلِ البِشْرِ والوجهِ الطَّليق
![]() |
بل إن تبسُّم الرجل في وجه أخيه المسلم صدقةٌ يثاب عليها؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أخيك لك صَدَقَةٌ...))؛ رواه الترمذي.
والابتسام للحياة يُضيئها، ويُعين على احتمال مشاقِّها، والمبتسمون للحياة أسعدُ الناس حالاً لأنفسهم ومن حولهم، بل هم أقدرُ على العمل، وأكثر احتمالاً للمسؤولية، وأجدرُ بالإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم، وتنفع الناس؛ فذو النفس الباسمة المشرقة يرى الصعابَ فيلذُّه التغلُّبُ عليها، ينظرها فيبتسم، وينجح فيبتسم، ويُخفِقُ فيبتسم، وإذا كان الأمرُ كذلك، فأحرى بالعاقلِ ألا يُرَى إلا متهلِّلاً.
14- التغاضي والتغافل: وهو من أخلاقِ الأكابر، ومما يُعينُ على استبقاء المودَّة واستجلابها، وعلى وَأْدِ العداوة، وإخلاد المباغَضة، ثم إنه دليلٌ على سموِّ النفس، وشفافيتها، قال ابنُ الأثير متحدثًا عن صلاح الدين الأيوبي: "وكان صبورًا على ما يكرَه، كثيرَ التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يُعلِمه بذلك، ولا يتغيَّر عليه، وبلغني أنه كان جالسًا وعنده جماعة، فرمى بعضُ المماليك بعضًا بسرموز - يعني: بنعل - فأخطأته، ووصَلت إلى صلاحِ الدين فأخطأته، ووقَعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يُكلِّم جليسَه؛ ليتغافل عنها".
وكان الشيخ محمد الأمين الشنقيطيُّ - رحمه الله - كثيرَ التغاضي عن كثيرٍ من الأمور في حقِّ نفسه، وحينما يُسأَلُ عن ذلك كان يقولُ:
ليس الغبيُّ بسيدٍ في قومه
![]()
لكنَّ سيِّدَ قومِه المتغابي
![]() |
15- الإعراض عن الجاهلين: فمن أعرَض عن الجاهلين حمى عِرْضَه، وأراح نفسه، وسلِم من سماع ما يؤذيه؛ قال - عز وجل -: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].
فبالإعراض عن الجاهلين يحفظ الرجلُ على نفسه عزتَها، والعرب تقول: "إن من ابتغاء الخيرِ اتقاءَ الشرِّ"، ورُوي أن رجلاً نال من عمرَ بن عبدالعزيز، فلم يُجِبْه، فقيل له: ما يمنعك منه؟ قال: التُّقى مُلجِمٌ.
16- العفو والصفح ومقابلة الإساءة بالإحسان: فهذا سبب لعلوِّ المنزلة، ورِفعة الدرجة؛ قال النبيُّ - عليه الصلاة والسلام -: ((وما زاد اللهُ عبدًا بعفو إلَّا عزًّا، وما تواضَعَ أحدٌ لله إلا رفعه اللهُ))؛ رواه مسلم، وقال عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله -: "أحبُّ الأمور إلى اللهِ ثلاثة: العفو عند المقدرة، والقصد في الجدةِ، والرِّفق بالعَبَدَةِ"، وقال الشافعي - رحمه الله -:
أرحتُ نفسي من ظلم العدواتِ
![]()
لَمَّا عفوتُ ولم أحقِدْ على أحدِ
![]() |
فإذا كان الأمر كذلك، فإنه يجدر بالعاقل - كما قال ابن حبان -: "توطين نفسه على لزوم العفو عن الناس كافة، وترك الخروج لمجازاة الإساءة؛ إذ لا سبَبَ لتسكين الإساءة أحسنُ من الإحسان، ولا سبب لنماءِ الإساءة وتهييجها أشدُّ من الاستعمال بمثلِها".
17- الرضا بالقليل من الناس، وترك مطالبتهم بالمثل: وذلك بأن يأخُذَ منهم ما سهُل عليهم، وطوعت له به أنفسُهم سماحة واختيارًا، وألا يحملهم على العَنَتِ والمشقَّةِ؛ قال - تعالى -: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].
فوائد الأخلاق:
من فوائد حُسن الخُلق:
1- حسن الخلق من أفضل ما يقرِّبُ العبد إلى الله - تعالى.
2- إذا أحسن العبدُ خُلقه مع الناس أحبَّه الله والناس.
3- حَسَن الخُلق يألَفُ الناسَ، ويألَفُه الناسُ.
4- لا يكرم العبد نفسه بمثل حُسن الخُلق، ولا يُهينها بمثل سوئِه.
5- حُسن الخُلق سبب في رفع الدرجاتِ وعلو الهمم.
6- حُسن الخلق سبب في حبِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقرب منه يوم القيامة.
7- حُسن الخلق يدل على سماحة النفس وكَرَمِ الطَّبع.
8- حسن الخلق يحوِّل العدوَّ إلى صديق.
9- حُسن الخلق سبب لعفو الله، وجالبٌ لغفرانه.
10- يمحو الله بحُسن الخُلق السيئات.
11- يُدرِكُ المرءُ بحُسن خُلقه درجةَ الصائم القائم.
12- حُسن الخُلق من أكثرِ ما يُدخِلُ الناسَ الجنَّةَ.
13- حُسن الخُلق يجعل صاحبَه ممن ثقلت موازينه يوم القيامة.
14- حسن الخلق يحرِّمُ جسدَ صاحبه على النار.
15- حُسن الخلق يُصلِحُ ما بين الإنسان وبين الناس.
16- وبالخلق الحسَن يكثر المُصافُون، ويقِلُّ المعادون.
نماذج من الأخلاق الحميدة:
ومن حسن الخلق: برُّ الوالدين، وصلة الأرحام، وليس الواصل بالمكافئِ، ولكن الواصل الذي إذا قَطَعت رحِمُه وصَلها.
ومن حُسن الخلق: الإحسانُ إلى الجيران، وإيصال النفع إليهم.
ومن حُسن الخُلق: إفشاء السلام على الخاص والعام، وطِيب الكلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام؛ فقد بشر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من كان كذلك بدخول الجنة بسلام.
ومن حسن الخُلق: أن تسلِّمَ على أهل بيتك إذا دخَلْتَ عليهم، وهذه سنَّة مشهورة، وقد أصبحت عند الكثير من الناس اليوم مهجورة، مع أنها بركة على الداخل المسلِّم وأهل بيته، كما بيَّن ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم.
ومن حسن الخلق: معاشرة الزوجة بالإكرام والاحترام، وبشاشة الوجه، وطيب الكلام؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)).
ومن حُسن الخُلق: معاشرة الناس بالحفاوة والوفاء، وترك التنكُّر لهم والجفاء، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والنصيحة لهم؛ فذلك من أهم أخلاق الإيمان والديانة.
ومِن حُسن الخلق: استعمال النظافة في الجسم والثياب، وفي المنزل؛ فإن الله جميلٌ يحب الجمال، طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، وإن الله إذا أنعم على عبدِه نعمة يحبُّ أن يرى أثرَها عليه.
من فوائد الأخلاق للفرد والمجتمع:
1- نشر الأمن والأمان بين الأفراد والمجتمع.
2- وجود الأُلفة والمحبة بين الناس.
3- سيادة التعاون والتكافل الاجتماعي بين المجتمع؛ فالمسلمون أمة واحده، يعطف غنيُّهم على فقيرهم.
4- نبذ الفُرقة والخلاف وما يمزق المجتمعَ، والالتزام بالقِيَم والمبادئ.
5- المساهمة في خدمة المجتمع، ورفع معاناته، وتقديم ما يفيد للأمة والبشرية؛ فالمؤمن مثل الغيثِ أينما حلَّ نفَع.
6- الإيجابية في المجتمع، وتفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشتملاً على أسسه وقواعده دون تنفير للناس، أو تغييب للشريعة وتعاليمها.
7- بذل الخير للناس بحب وسعادة غامرة، وتفعيل الإنتاج، وثقافة البذل والعطاء بين المجتمع.
8- بث روح التسامح ونشرها بين الناس، تحت شعار: "وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ"، ونحو مجتمع راقٍ تسودُه الألفة والمحبة.
المراجع:
• معالم الشخصية الإسلامية المعاصرة، منقول.
• رسالة: "الأسباب المفيدة في اكتساب الأخلاق الحميدة" للشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد الزلفي.
• الأخلاق في حياة ودعوة الأنبياء عليهم السلام، (الشبكة الإسلامية)، الدكتور سعيد عبدالعظيم.
• الأخلاق من القرآن الكريم، خطبة عباد بن عباد الخواص الشامي أبي عتبة، موسوعة الشحوذ.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/59096/#ixzz5BQf8D7zQ
Inscription à :
Commentaires (Atom)
